nany1980 Admin
المساهمات : 1030 تاريخ التسجيل : 05/12/2009 العمر : 44
| موضوع: قصه الزواج من مغتصبة.. بين الشك والرفق الإثنين ديسمبر 14, 2009 9:53 am | |
| الزواج من مغتصبة.. بين الشك والرفق
أنا شاب ، أرغب في الزواج على سُنة الله ورسوله. مشكلتي أنني التقيت بفتاة فقيرة اغتصبت، دخلت في علاقة معها من أجل مساعدتها، فكرت بالزواج بها؛ فأنا لا أشك في أنها زوجة صالحة، لكن ماضيها يحز في قلبي، ويجعلني أتردد في اتخاذ القرار الصائب. إذا كان هذا الزواج يرضي الله ورسوله ويكون لي أجر كبير عند الله، فأرجو منكم إقناعي بأدلة شرعية .
الجواب إن كل زواج يبتغي به الإنسان إعفاف نفسه وإعفاف زوجته وإرضاء الله -عز وجل- هو زواج يؤجر عنه الإنسان أعظم الأجر.. ونحن كما نقول دائمًا على هذه الصفحة لا نتخذ القرار نيابة عن أحد، ولا نقنع أحدًا بقرار بعينه، ولكننا نوضح له الأمور التي قد تكون خافية عليه حتى تصبح الصورة متكاملة أمامه والاختيارات محددة يستطيع أن يختار منها هو وليس أحد غيره ما يناسبه ويناسب ظروفه.. واختيارك لهذه الفتاة كشريكة حياة هو اختيار ينطبق عليه قانون الاختيار للزوجة؛ بمعنى أن جناحَي العقل والعاطفة يجب أن يستوفيا؛ بمعنى أن تختارها بعقلك وقلبك معًا.. أن تكون لها ظروف استثنائية. كونها اغتصبت لا يغير من الأمر شيئًا؛ بمعنى أن قبول مسألة الاغتصاب تدخل كأحد العوامل المؤثرة في الاختيار مثلها مثل باقي العوامل.. ولا تصلح الشفقة أساسًا لقيام حياة زوجية، كما أن الشك أيضًا لا يصح أن يبدأ به زواج. بمعنى أنك إما واثق تمامًا من روايتها في موضوع الاغتصاب وتعتبره حادثًا عارضًا في حياة هذه الفتاة لا ذنب لها فيه، وبالتالي فهي مثل أي فتاة تقدم على زواجها تحتاج أن تقيم ارتباطك بها على أساس صفاتها العقلية والنفسية والاجتماعية والدينية وعلى ما تشعر نحوها من مشاعر.. وإما أنك تشك في قصتها ولديك احتمال أن تكون قصة مختلقة، وفي هذه الحالة لا يصح لك أن تتزوجها حتى ولو كنت تشعر بعاطفة نحوها إلا إذا كنت قادرًا على تجاوز هذا الشك، وقبولها في كل الأحوال. الزواج مجال للأجر والثواب حال كونه زواجًا متكافئًا ناجحًا يسعى الإنسان لاتخاذ كل الأسباب لإقامة بيت قوي الأركان والبنيان، أما إذا كنت تتزوج هذه الفتاة بحثًا عن الأجر لأنك تقوم بعمل خيري أو تعاطف أو شفقة مع حالها فلن يستقيم الأمر، ومجالات الخير والثواب مفتوحة بعيدة عن الزواج الذي له مجاله الخاص في الأجر والثواب بعيدًا عن الشفقة والتعاطف..
الخلاصة أنك يجب أن تقيم ارتباطك بهذه الفتاة كارتباطك بأي فتاة أخرى، ولا تجعل قصة الاغتصاب تؤثر بالسلب أو الإيجاب؛ لأن قصة الاغتصاب هي سؤال مختلف عن قصة الارتباط؛ فكونك تصدق القصة أو لا تصدقها وتتعاطف مع هذه الفتاة وتساعدها شيء، وقصة الارتباط أمر مختلف.. لا تخلط الأمرين معًا.. أجب عن كل سؤال بإجابة منفصلة، ثم ابحث عمن تناسبك زوجة، فإذا كانت هذه الفتاة هي الأنسب فتوكل على الله، والاختيار لك. | |
|